بلدية مجدل عنجر
مجدل عنجر
2015-07-27
انّ التّصميمَ المبدئي لمبنى بلديّة مجدل عنجر الجديد مستوحىً من قلعةِ البلدة , وهو
معبدٌ رومانيٌّ قديمٌ بُنيَ في الفترةِ المُمتدّةِ بين 41-48 بعد الميلادِ , وتمَّ تحويله الى
حصنٍ خلالَ العصورِ الوسطى.
هومبنى مذهلٌ يُعيدُ الحياةَ الى تراثِ البلدةِ الغنيِّ بتاريخِها, ويقفُ شامخاً كمثالٍ ساطع
لكيفيةِ اعادةِ انشاءِ الحاضرَ من خلالِ اعادةِ الّنظرِ في الماضي.
لا يعتمدُ تصميمُ المبنى على ماضي البلدةِ المجيدِ فحسب, بل يعتمدُ أيضاً على قيمِ
وأخلاقِ أهلِها .
يتكوّنُ الجزءُ الخارجيُّ من أحجارٍ مصدرُها محليّ , تستحضَرُ أثارُ القلعة – في تكريمٍ
رمزيٍّ لعزيمةِ وثباتِ شعبٍ مُتجذِّر بعمقٍ في تراثِ البلدة , يُعرفُ السّكانُ المحليّونَ
بالوضوحِ, الشّفافيّةِ ,وعدمِ التّصنّعِ , وهذه الشّفافيّةُ في الشّخصيّة, تجدُ تعبيراً في
تصميمِ المبنى من خلالِ استخدامِ مكثَّفِ للزّجاج .في الوقتِ نفسِهِ تمَّ استخدامَ الموادِ
المعاصرةِ والتقنيّاتِ الحديثةِ بحريّةٍ , مما يُشيرُ الى أنّ سكانَ البلدةِ مُرتبطون ارتباطاً
وثيقاً بماضيهم, ومُنفتحون بشكلٍ كبيرٍ على المستقبل.
يقعُ المبنى على أرضٍ مستويةٍ تبلغُ مساحتُها 3050 متراً مربعاً , بمساحةِ بناءٍ اجماليّةٍ
تبلغُ 1200 متراً مربعاً , مُقسّمةً على طابقين , مدخلُهُ عبارةٌ عن ممرٍّ من أقواسِ
كورتين فولاذيةٍ مهيبةٍ والّذي يخلُق مشهداً ترحيبياً للزّوار , ويعملُ كمساحةٍ حدودويّةٍ
تربُط المبنى بالعالمِ الخارجيّ. ميّزةٌ أخرى هي القاعةُ المفتوحةُ ذاتُ الارتفاعِ المزدوجِ
مع ثمانيةِ مناورَ تسمحُ بدخولِ ضوءِ الشّمسِ أثناءَ احضارِ المناظرَ الطّبيعيّةّ الى
الداخل.
جدرانُ الطّابقِ الأرضيّ مغطّاةٌ بنوعينِ مُختلفينِ مِنَ الحجرِ الرّماديَّ لُتشبِهَ القاعدةَ
الصّلبةّ للقلعة , في حين أنّ الجدرانَ في الطابقِ العُلويِّ مُغطاةٌ بموادٍ معاصرةٍ مثل
الخشبِ الهندسيِّ وتتخلّلُها فتوحاتٍ زجاجيّة. يظهرُ الحجمُ العلويُّ كما لو كان يطفو فوقَ
حجمِ القاعِ الصّلبِ,مما يوضحُ التأثيراتِ المذهلةِ الّتي يمكنُ تحقيقُها عندما تجتمعُ
العمارةُ الحديثةُ والتّاريخيةُ معاً بطريقةٍ مدروسةٍ .
هذا في الواقعِ, هو موضوعٌ يمتدُّ عبرَ كلِّ جانبٍ من جوانبِ تصميمِ المبنى , نظراً
للسّهولةِ الّتي يمتدًّ بها عبرَ عصرين , ويُنجِزُ بشكلٍ مريحٍ أصعبَ الأعمالِ المعماريّة –
تكريمُ الّتقاليدِ مع احتضانِ الحداثة.